مستويات استعمال اللغة العربية

Résumé: كثيرون لا يعرفون عن ولاية الجلفة ، سوى تلك الصورة التي تعرض من حين إلى آخر على شاشة التلفزيون ، من بضع خيام و قطيع من أغنام ، و إن كانت هذه الصورة بحد ذاتها دليلا على الأصالة والعروبة و الحياة البسيطة ، بعيدا عن تعقيد المدينة ومشاكلها ، وشاهدا على تواصل الأجيال ، وامتداد العرب العاربة وقوافل البدو الرحل ، ممن عرفوا منذ أمد بعيد في التراث ، بالكرم وصفاء السريرة ، وقوة الذاكرة ، والحفاظ على التقاليد ، وكل صفات البداوة العريقة ، إنهم الأعراب الذين كان يرحل إليهم الباحثون عن اللغة العربية الفصيحة الصافية التي لم تشبها شائبة من اختلاط المدن بغير العرب . وفي هذا السياق كان هذا المقال محاولة لإظهار شيء من واقع الاستعمال اللغوي الجلفاوي ، و مسعى لإيضاح أواصر القربى الوطيدة بين اللغة العربية الفصحى و العامية الجلفاوية ، إذ إن في عامية الجلفة ألفاظا عربية فصيحة يتداولها كبار السن قبل صغاره ، ممن لم يطرقوا باب المدرسة يوما من الأميين لكنهم إلى ذلك ، ينطقون فصيح الألفاظ سليقة و إرثا ، هذه اللغة العربية التي شرفها الله سبحانه وتعالى من فوق سبع سماوات و كفل حفظها بحفظ القرآن الكريم ، رسالة السماء إلى العالمين أجمعين .

Publié dans la revue: المداد