أسس البحث اللغوي بين علوم اللغة العربية واللسانيات العامة The Fundamentals Of Language Research Between Arabic Langue Sciences And General Linguistics

Résumé: نسعى في هذا المقال إلى مقاربة أساسيات المنهج في الدرس اللغوي العربي القديم من جهة، وفي للسانيات العامة من جهة أخرى؛ بغيةَ تبيين اختلاف السياقات الثقافية والتاريخية والعلمية التي أفرزت العلوم التي رامت الدقة في دراسة اللغة قديما عند العرب وحديثا مع فرديناند دوسوسير، وتلافينا الوقوف عند إشكالية الأصالة في المنهج العلمي، التي تبقى هاجسا يُحْرِج الدارسين العربَ ويوقعهم في حالة ارتباك، خصوصا إذا تعلّق الأمرُ بالعلوم الأدبية واللغوية؛ إذ نجدُ بعضَ المعاصرين منبهرين بالميتودولوجيا الغربية، يقذفون أسهمَ الاتّهام إلى التراث العربي، ويصرّون على افتقادِه دقةَ المنهج العلمي، ويقيسونه على أساس اللسانيات حاملةِ الريّادةِ المنهجية والدقة العلمية إلى مختلف العلوم الإنسانية. وفي المقابل هناك صنف من الباحثين، ظلّ متوجّسا من اللسانيات ومقدّسا للتراث، يردِّد في دواخله مقولة التيار السلفي العوْدَوي: "ما ترك الأول للآخر شيئا"، وفي خضم هذا وذاك نسيئ إلى تاريخنا وحاضرنا. فلا تراثنا اللغوي مستعد للإجابة عن أسئلة الحاضر، ولا اللسانيات بمنطقنا التوجّسي ومنهجنا الإسقاطي قادرة على النهوض بلغتنا العربية. في هذا السياق يندرج مقالنا، الذي أردنا من خلاله الإجابة عن إشكالية إبستيمية أساسية مفادها: فيم تتجلّى خصوصيات المنهج في البحث اللغوي في علوم اللغة العربية من جهة وفي اللسانيات العامة من جهة أخرى؟ وكيف حدّد العلماء العرب الأوائل طرائق دراستهم للغة جمعا وتقعيدا؟ وما أبرز مظاهر الدقة العلمية التي سطّرها اللسانيون في وصف اللغة وتفسيرها؟

Publié dans la revue: مجلة إشكالات في اللغة و الأدب