عموم البلوى وأثره على الأحكام المستجدة –دراسة تطبيقية على بعض النماذج المختارة-

Résumé: تناولنا في بحثنا هذا موضوع “عموم البلوى وأثره على الأحكام المستجدة”، وتم بيانه ودراسته في مقدمة وفصلين اثنين، فالمقدمة كانت شرحا أوليا لفكرة الموضوع وتحديد إشكاليته وأهميته، ثم الفصل الأول وهو الجانب النظري للبحث وتم من خلاله بيان حقيقة عموم البلوى وأسبابها وضوابطها، وكذا علاقتها ببعض القواعد الفقهية والأصولية، أما الفصل الثاني فكان فصلا تطبيقيا ذكرنا فيه نماذج تطبيقية لمسائل عمت بها البلوى في مجال العبادات والمعاملات، بينا فيها أثر عموم البلوى على الأحكام الفقهية المستجدة، وختمنا بذكر أهم النتائج والتوصيات. ملخص الفصل الأول: تناولنا فيه تعريف عموم البلوى والألفاظ ذات الصلة، فبينا أهم ألفاظ عموم البلوى ومعناه، وأهم المصطلحات المرادفة له لنخلص إلى التعريف المختار وهو: "عموم البلوى هي حالة تعم أكثر المكلفين في أوقات وظروف معينة، أو تكرر مع المكلف الواحد في كثير من الأوقات وتورث مشقة تسوغ التخفيف في التكاليف الشرعية" كما ذكرنا الألفاظ ذات الصلة به وهي العسر والحاجة، كما حاولنا ربط عموم البلوى ببعض القواعد الأصولية والفقهية كعلاقته بالتيسير ورفع الحرج وعلاقته بالاستحسان وسد الذرائع، لنخلص إلى أن عموم البلوى تعتبر من الأسباب الموجبة للتخفيف والتيسير على المكلفين، ثم تحدثنا عن أسباب عموم البلوى المتمثلة في عسر الاحتراز من الشيء إما لقلته وتفاهته، أو صعوبة التخلص منه حين انتشاره وشيوعه، أو عسر الاستغناء عن الشيء لمسيس الحاجة إليه، لنختم بالشروط التي تجعل هذا الأصل معتبرا حتى لا يكون ذريعة لطلب الرخص وتتبع هوى النفس وميولاتها وهي: عدم معارضة الحكم المبني على عموم البلوى نصا من كتاب الله أو سنة نبيه، أن يكون التلبس بعموم البلوى بسبب مشقة معتبرة حقيقية لا توهمية، مراعاة الفرق في العمل بعموم البلوى بين مشاق العبادات ومشاق المعاملات، أن لا يقصد التلبس بعموم البلوى من أجل الترخيص. ملخص الفصل الثاني: كان فصلا تطبيقيا، ذكرنا فيه نماذج لمسائل عمت بها البلوى في مجال العبادات والمعاملات، وبيّنا وجه العلاقة بين عموم البلوى وأثره على هذه الأحكام الفقهية المستجدة، حيث وضحنا فيه حكم الغسيل الكلوي وأثره على الطهارة لنصل إلى أن غسيل الكلى هو عملية وظيفة بديلة عن عمل الكلى الطبيعي، يقوم بها المرضى المصابون بالفشل الكلوي، وهو نوعان: غسيل دموي، غسيل صفاقي(بريتوني) وحكمه بنوعيه غير ناقض للوضوء في الحالة الطبيعية للمريض-عدم انسداد المخرج الأصلي-ويبقى المكلف على طهارته، كما تحدثنا عن بخاخ الربو وأثره على الصيام فوجدنا أن استعماله في نهار رمضان لا يؤثر على صحة الصوم؛ ذلك أن كمية الواصل إلى المعدة من الدواء أقل بكثير من بقايا المضمضة والسواك، و إن أمكن للمريض تأخير تناول الدواء خروجا من الخلاف كان أفضل، أو استخدام القمع الهوائي الذي يعطي اطمئنانا أكثر. ثم تطرقنا إلى حكم نقل وزراعة الأعضاء البشرية قصد التداوي بها لنتوصل إلى جواز نقل الأعضاء من الحي أو الميت عند الضرورة والحاجة العلاجية ويكون ذلك بضوابط وشروط لابد من مراعاتها، حفاظا على كرامة الإنسان وسدا لباب التجارة بالأعضاء، كما تناولنا مسألة التصوير الفوتو غرافي وهو عبارة عن نقل صور الأشياء المجسمة بانبعاث أشعة ضوئية تسقط على عدسة آلة التصوير، ثم تطبع الصورة بتأثير الضوء فيه كيماويا ويعتبر جائزا بضوابط وقيود معتبرة، وهذا لضرورة استعماله لحاجة الناس إليه في هذا العصر. كما تحدثنا عن علاقة كل مسألة بعموم البلوى، وأن هذا الأصل سبب من أسباب الترخيص، ولابد من مراعاة عدم فتح الباب أمام الفتوى بالجواز المطلق في المسائل التي عمت بها البلوى، والحرص على توفر الشروط والأسباب اللازمة التي تجعله معتبرا وسببا للترخيص ورفع الحرج عن المكلفين

Publié dans la revue: