العلاقات الغرناطية الحفصية
2022
Mémoire de Master
Histoire Et Arts

Université Yahia Fares - Médéa

د
دبوري, لبنى
ب
بوزيان, أشواق

Résumé: العلاقات الغرناطية الحفصية ( خلال القرن7-9ه/13-15م) الرسالة عبارة عن دراسة تاريخية سياسية حضارية لدولة بني الأحمر في الأندلس والدولة الحفصية في المغرب الأدنى خلال القرن (7-9ه/13-15م)، حيث سلطنا الضوء على العلاقات التي جمعتهما و هذا بعد أن تناولنا التاريخ السياسي لكل دولة. ينسب بنو الأحمر إلى مؤسس دولتهم محمد بن يوسف بن نصر و الحفصيون إلى الشيخ أبي حفص عمر الهنتاني، و التي ساعدت على قيامها مجموعة من الظروف فقد نشأت كلاهما بعد سقوط الدولة الموحدية، فمملكة غرناطة قامت بعد أن استطاع مؤسسها التغلب على ثورة ابن هود و عقده هدنة مع ملك قشتالة، أما الحفصيين كانوا يعتبرون دولتهم هي استمرار للدولة الموحدية التي استقل عنها مؤسسها أبو زكرياء عبد الواحد في ضعفها، و قد حكم كلا الدولتين العديد من السلاطين، و الذين نشأت خلال عهدهم علاقات متنوعة. كان من بين هذه العلاقات العلاقات السياسية و الدبلوماسية، التي توطدت بتبادل الهدايا و الرسائل و السفارات بينهما، فبالنسبة للعلاقات السياسية قد جمعت الدولة الحفصية و الأندلس علاقات قوية ما قبل قيام دولة بني الأحمر، حيث تجلت في مبايعة زيان بن مردنيش حاكم بلنسية أبا زكريا الحفصي و الذي ساعده عندما اشتد عليه الحصار النصراني في بلنسية بإمدادات كثيرة لمواجهتهم غير أنها لم تصلهم لأن النصارى اعترضوا طريقهم ما أدى بسقوطها بين أيديهم، ولقد بدأت العلاقات السياسية فعليا بين الدولتين خلال عهد محمد ابن الأحمر الذي هو أيضا بدوره بايع السلطان الحفصي أبا زكريا حتى ينال رضاه ويمده بالعون من أجل الجهاد ضد الممالك النصرانية و القضاء على ثورة ابن هود كما استغل تلك المساعدات و شيد قصره الحمراء، لكن خلال عهد محمد بن الأحمر الثاني عانت تلك العلاقات من انتكاسة لنبذه الدعوة للحفصيين و استبد لنفسه، لكن عادت المياه إلى مجاريها عندما لجأ السلطان أبو إسحاق إلى غرناطة، بسبب المضايقات التي كان يتعرض لها من قبل أخيه المستنصر و لكي يضمن هذا الأخير عدم عودة أخيه كان يغدق السلطان الغرناطي بالهدايا العديدة حتى يبقيه عنده، و في عهد محمد السابع استمرت العلاقات الطيبة بين الدولتين حيث قدمت الدولة الحفصية المساعدة لما عاد الخطر النصراني يتربص بمملكة غرناطة و كان ذلك سببا في انتصارهم، و انتهت فترة حكم محمد السابع بخلعه من طرف أهل غرناطة فاتجه إلى تونس و نزل عند السلطان الحفصي أبي فارس، الذي ساعده و أكرم نزله و أحسن ضيافته، و ما ميز فترة أبي الحسن علي بن سعد لجوء أهل مملكة غرناطة إلى المغرب الأدنى و هذا بعد أن بدأت تضعف و عجزت عن الصمود في وجه الغارات النصرانية، كما و اتسمت العلاقات الدبلوماسية بتبادل الهدايا و الرسائل و السفارات، منها رسالة ابن الأحمر إلى السلطان أبي زكريا التي تمثلت في طلب المساعدة للجهاد ضد الممالك النصرانية، و سفارة السلطان أبو إسحاق إبراهيم الثاني إلى السلطان محمد الخامس الذي أرسل إلى غرناطة سفيره أبا الحسن البناء محمل بالهدايا الفخمة و المتمثلة في الرقيق والخيول الأصيلة، و التي لقيت هذه السفارة الترحيب من قبل السلطان محمد الخامس حيث رد عليه برسالة كتبها ابن الخطيب تحمل عبارات رنانة في طياتها، و من هنا نستنتج أن العلاقات بين الحفصيين و بني الأحمر سواء الدبلوماسية أو السياسية، كانت مبنية على المساعدة و تقديم الدعم للوقوف إلى جانب المسلمين ضد أعدائهم. كما جمعت الدولتين علاقات حضارية متعددة كالعلاقات الاقتصادية ، فمن بين مظاهر الحياة الاقتصادية التي ميزت كل دولة، فيجدر بنا القول أن كلاهما اشتهرتا بكثرة الأراضي الخصبة التي ساعدتها على تنويع محاصيلها من حبوب و فواكه و غيرها و توفر الموارد الأولية كالحديد و الذهب و الحرير التي مكنتهما من التفوق في المجال الصناعي و الزراعي، الذي جعل منهما دولتين تجاريتين سواء على الصعيد الداخلي (انتشار الأسواق) أو الخارجي، الأمر الذي ساعد على إقامة تبادل تجاري بينهما فكانت كل واحدة منهما تصدر إلى الأخرى ما تنتجه من سلع و في المقابل كانت تستورد ما تحتاجه ، مثال ذلك : كان الغرناطيون يستوردون الملابس من افريقية و في المقابل كانوا يصدرون إلى الحفصيين المصنوعات المعدنية و خاصة المذهبة كالوشي المذهب الذي كان يصنع في الــمرية و مالقة ومرسية، وفيما يخص العلاقات الاجتماعية فقد تطرقنا إلى نقاط عديدة من بينها المصاهرة التي ساهمت في توطيد العلاقات الاجتماعية بين الدولتين و خير دليل على ذلك زواج السلطان النصري محمد الأيسر من الأميرة التونسية زهرة الرياض، بنت الجنرال أبي مسرور مفرج، كذلك العادات و التقاليد المتبادلة بينهما كانتقال بعض الأكلات مثل الكسكس المغاربي والزلابية الغرناطية، كذلك كيفية إحياء الأعياد و الاحتفالات و المناسبات، و طريقة اللباس والحلي و الزينة فمنها ما نقلته التونسيات عن الغرناطيات كارتداء المقنع و ارتداء الحلي الجميلة و غيرها، و بالنسبة للرجال نقل الغرناطيون عن الحفصيين ارتداء البرنس، كذلك من الأمور التي تشير إلى وجود علاقات اجتماعية وطيدة التأثير العمراني الغرناطي المتباين في المغرب الأدنى الذي نقله الغرناطيون الوافدون الذي يثبت مدى إعجابهم بهذا الفن، أما ثقافيا ساعدت على تقوية هذه العلاقات العديد من العوامل كالتجارة و الرحلات كالحج أو التزود بالعلم، و كثرة المؤسسات العلمية والدينية إضافة إلى انتشار الحواضر العلمية و غيرها، ثم ذكرنا مجموعة من العلماء الذين توافدوا بين الدولتين و أسهموا في إثراء الحركة العلمية و الفكرية بين الدولتين و نذكر منهم أبو العباس أحمد بن محمد القرشي الغرناطي (ت692ه/1292م) الذي انتقل إلى تونس وعمل بالتدريس في مساجدها، و علي بن أبي نصر فتح بن عبد الله (606-625ه/1209-1253م) الذي وفد إلى غرناطة ليزداد علما. و من خلال ما سبق ذكره نلاحظ أن هناك العديد من العوامل التي ساعدت على قيام الدولتين و التي أسهمت في بقائها، كما و اتسمت العلاقات بين دولة بني الأحمر و الدولة الحفصية بالتعاون و الدعم خاصة في حالة الحرب و الحاجة، و ما ساعد أكثر على توطيد هذه العلاقات علاقات المصاهرة و التبادل التجاري و توافد العلماء و السكان بين الدولتين.

Mots-clès:

دولة بني الأحمر
الدولة الحفصية
Nos services universitaires et académiques

Thèses-Algérie vous propose ses divers services d’édition: mise en page, révision, correction, traduction, analyse du plagiat, ainsi que la réalisation des supports graphiques et de présentation (Slideshows).

Obtenez dès à présent et en toute facilité votre devis gratuit et une estimation de la durée de réalisation et bénéficiez d'une qualité de travail irréprochable et d'un temps de livraison imbattable!

Comment ça marche?
Nouveau
Si le fichier est volumineux, l'affichage peut échouer. Vous pouvez obtenir le fichier directement en cliquant sur le bouton "Télécharger".


footer.description

Le Moteur de recherche des thèses, mémoires et rapports soutenus en Algérie

Doctorat - Magister - Master - Ingéniorat - Licence - PFE - Articles - Rapports


©2025 Thèses-Algérie - Tous Droits Réservés
Powered by Abysoft