تأثیر العامل المذهبي في السیاسة الخارجیة الإیرانیة تجاه المنطقة العربیة (2016-2011)
Résumé: السیاسة الخارجیة لدولة ذات بعد تاریخي وعمق حضاري وموقع است ا رتیجي بالغ الأهمیة مثل إی ا رن ترتكز على ثوابت لا تتغیر بتغیر القیادة، وأبرزها السعي لمركزیة الدور الإقلیمي، حیث ساهمت ثورة 1979 الإی ا رنیة في تشكیل نظام جدید قائم على توازي مؤسسات الثورة والدولة، وتمركز السلطات الفعلیة بید الولي الفقیه، الذي یؤثر بدوره في صنع ق ا ر ا رت السیاسة الخارجیة الإی ا رنیة. تستغل إی ا رن في محددات سیاستها الإقلیمیة تباین المواقف وغیاب الإد ا رك المشترك لدول الخلیج تجاهها، لذلك اعتمدت خطوات متفردة لتعزیز أمنها، قائمة على سباق التسلح والمعاهدات الأمنیة مع القوى الأجنبیة خصوصا الولایات المتحدة الأمریكیة، مما یعقد المشهد الأمني أكثر على اعتبار أن إی ا رن ترى هذا موجه ضدها، وغیاب الإد ا رك المشترك لما تمثله إی ا رن لیس مقتص ا ر على الكتلة الخلیجیة بل یمتد إلى كل الدول العربیة، حیث تتناقض الرؤى لطبیعة الدور الإی ا رني بین مرحب وبین ا رفض. كما ترتبط إی ا رن بشبكة تحالفات استطاعت تجاوز التحولات المختلفة، تجمعها المصالح المشتركة، كما تشكل جبهات متقدمة للدفاع عن مصالح إی ا رن، أبرزها التحالف مع سوریا باعتبارها امتدادً ا است ا رتیج یا تتواصل به مع باقي حلفائها، خاصة في ظل الأزمة الأمنیة في المنطقة، والتي تدخلت فیها إی ا رن وحلفاءها بقوة، من أجل دعم نظام (بشار الأسد) الذي یعتبر من أهم ركائز الإست ا رتیجیة الإی ا رنیة في المنطقة العربیة. وكان دعم إی ا رن واضح لتحالفها مع حركة حماس الفلسطینیة وحزب الله اللبناني في أداء الفصائل، بحیث تعتمد إی ا رن دعم حماس من اجل التخلص من الاتهامات بالطائفیة، وأیضا باعتبارها ورقة ضغط لإمكانیة تأثی رها في الأمن الإس ا رئیلي، وقد تضررت قلیلا هذه العلاقة بسبب م وقفها من الح ا رك الشعبي السوري، وهو ما أدى إلى تقلیص المساعدات بالتزامن مع تراجع شعبیة طهران في المنطقة بفعل ت ا زید الإد ا رك بطائفیة السیاسة الإی ا رنیة، أما حزب الله اللبناني فبرز دو ره بقوة في هذه الأزمة كذ ا رع أمني إی ا رني، وكان هذا التدخل على حساب الوضع اللبناني الهش. كان الاتفاق النووي تتویج اً لمظاهر التقارب الأمریكي- الإی ا رني المعلن وغیر المعلن خلال السنوات الأخیرة فبالإضافة إلى أوجه التعاون المتوقعة بین إی ا رن والدول الغربیة فإن النتیجة الأهم هي ت ا رجع الولایات المتحدة عن الإطاحة بالنظام الإی ا رني وهو ما یلتقي مع الرؤیة الروسیة لأمن المنطقة العربیة والتي تق وم على عدة مبادئ، وقد تلتقي الرؤیة الأمریكیة مع بعض من تلك الأسس وتتقاطع مع بعضها إلا أن الأمر الیقین هو أنه في ظل حالة السیولة الأمنیة التي تشهدها المنطقة العربیة عموم اً فإن ثمة مصالح مشتركة لكل من الولایات المتحدة وروسیا في تعزیز التعاون مع إی ا رن وربما تتخذ تلك العلاقات أبعاد أخرى، بمعنى آخر قد تتحول إی ا رن في أعقاب رفع العقوبات الأممیة إلى محو ا رً للتنافس الأمریكي- الروسي. لم تؤثر المواقف الإی ا رنیة من التحولات في المنطقة على علاقة طه ا رن ببعض الدول العربیة، بل امتدت إلى شعبیة السیاسة الإی ا رنیة في أوساط ال أ ري العام العربي، وتأثرت مصالح إی ا رن وحلفاءها من هذا الح ا رك، وحصرت إمكانیة التحرك الإی ا رني في الأوساط الشیعیة، ما قد ینتج عنه محدودیة التأثیر والفاعلیة، وقد یؤدي إلى تهاوي المشروع الإی ا رني وركائزه في حال سقوط نظام الأسد، وعلى علاقة طه ا رن بالدول العربیة. أما موقف الدول العربیة من الاتفاق النووي الإی ا رني فكان متباینًا لاختلاف طبیعة كل نظام وعلاقته بإی ا رن، فمنها المؤید الذي تجمعه مصالح مشتركة وعلاقة جیدة مع إی ا رن مثل سوریا، والمتخوف منها لاسیما مصر ودول الخلیج، وازداد هذا التخوف خاصة بعد توقیع إی ا رن الاتفاق النووي مع القوى العالمیة الست الكبرى، لارتفاع وتیرة الطابع التدخلي الإیراني تجاه بعض دول الخلیج، لعل من أبرزها: توتر العلاقات بین الكویت وإی ا رن على خلفیة سعي الأخیرة فرض سیطرتها –من جانب واحد- على حقل "الدرة" النفطي الذي تتشارك فیه الدولتان مع السعودیة، إضافة إلى ما كشفته البحرین من وجود صلات قویة بین طه ا رن . ومنفذي التفجیر الإرهابي في قریة "ك ا رنة" خلال شهر أوت 2015 ویمكن استش ا رف مستقبل السیاسة الخارجیة تجاه المنطقة العربیة باعتماد ثلاثة سیناریوهات مختلفة، السیناریو الخطي: یفسر بقاء الأوضاع ال ا رهنة بین إی ا رن والدول العربیة على حالها بناءًا على متغی ا رت ومحددات، السیناریو السلبي: یفسر تصعید العلاقات الإی ا رنیة العربیة وإمكانیة وصولها إلى حد الحرب خاصة بین إی ا رن والسعودیة، بسبب التدخل الإی ا رني المستمر والمت ا زید في المنطقة العربیة، أما السیناریو الإیجابي: فیذهب إلى مستقبل علاقات إیجابیة بین إی ا رن والدول العربیة تعمل بالمصالح الاقتصادیة وسیاسة منفرجة بینهم.
Mots-clès:
Nos services universitaires et académiques
Thèses-Algérie vous propose ses divers services d’édition: mise en page, révision, correction, traduction, analyse du plagiat, ainsi que la réalisation des supports graphiques et de présentation (Slideshows).
Obtenez dès à présent et en toute facilité votre devis gratuit et une estimation de la durée de réalisation et bénéficiez d'une qualité de travail irréprochable et d'un temps de livraison imbattable!