رأس المال الاجتماعي الافتراضي : قراءة في سوسيولوجيا العلاقات الاجتماعية في مواقع الشبكات الاجتماعية : دراسة على عينة من مستخدمي الفايسبوك الشباب بالجزائر

Résumé: لقد سعت هذه الدراسة لاختبار الفرضيات الأساسية لرواد نظرية رأس المال الاجتماعي في إطار مواقع الشبكات الاجتماعية، أي البحث في الدور الذي تلعبه هذه المواقع في خلق، تنمية وتراكم رأس المال الاجتماعي لدى مستخدميها، وأيضا البحث في صلاحية مفهوم رأس المال الاجتماعي الافترضي، وبالاعتماد على التكامل المنهجي المرتكز بالأساس على المنهج الكيفي حاولت هذه الدراسة نسج إطار نظري يوفر بنية معرفية مرجعية لـ"رأس المال الاجتماعي" تمنح رؤية حول الجذور الفكرية والمعرفية له ورؤية حول امتداداته من حقل السوسيولوجيا إلى حقول معرفية أخرى أبرزها حقل علوم الإعلام والاتصال، وأيضا امتداداته من السياق الواقعي إلى السياق الافتراضي؛ وتبعا للتأسيس المنهجي والنظري لهذه الدراسة جاء جانبها التطبيقي والذي تمحور اهتمام البحث فيه حول الفايسبوك وعلاقته برأس المال الاجتماعي؛ بالتركيز على إدراك المعنى الاتصالي للعلاقات الاتصالية بين الأفراد وكذلك إدراك المعنى داخل الاتصال ضمن شبكة الفايسبوك، وذلك بالاعتماد على شبكة التحليل التي أعدت لذلك الغرض وأيضا المجموعات البؤرية التي تم عقدها أيضا لذات الغرض، وقد خلصت شبكة التحليل المعدة إلى وجود ارتباطات ذات دلالات قوية بين رأس المال الاجتماعي وخدمات الفايسبوك؛ وهذا ما يجعل هذا الأخير فضاء خصب لبناء ولتداول رأس المال الاجتماعي ببعديه القيمي والشبكي، أما المجموعات البؤرية والتي حاولنا من خلالها تقصي مضمون ومعنى مفهوم رأس المال الاجتماعي وعلاقته بالفايسبوك في سياق معين - مرتبط بالشباب الجزائري- وتقصي دور استخدام الفايسبوك وتطوير المواقف والسلوكيات المعززة لرأس المال الاجتماعي بغية تعزيز فهمنا لرأس المال الاجتماعي في السياق الافتراضي، فقد أفرزت نتائج تؤكد أن استخدام الفايسبوك له أثر إيجابي على رأس المال الاجتماعي، فالزيادة والتطور في الشبكات الاجتماعيه (تبعا للزيادة في كثافة الاتصالات، ولتوسع وامتداد الشبكات) اللذان يحققهما الفايسبوك مكنتا الأفراد من إنشاء شبكات افتراضية اجتماعية قائمة على أساس الترابط وجسور التواصل، وسهلت على المستخدمين الاتصال مع الآخرين بناء على عوامل معينه (مثل: تشابه الاهتمامات والثقافات) وبالتالي تكوين شبكة اجتماعيه تقدر كميا بعدد أفرادها ومعنويا بحجم الثقة والتعاون المتبادل، وأيضا مقدار ما يملكه أصدقاء مستخدم الفايسبوك؛ كما خلصت إلى أن آلية عمل الفايسبوك وما يوفره من خدمات ومميزات تتجه إما نحو تعزيز وتنمية وإما نحو تعبئة وتداول رأس المال الاجتماعي الواقعي أو نحو بناء رأس مال اجتماعي افتراضي، وسلوكيات الأفراد وممارساتهم هي ما يحدد أي أثر من بين الثلاثة السابقة الذكر يتركه الفايسبوك؛ فكما يحاجج الوجوديون؛ خيارات الفرد في الحياة تعني شيئا بالنسبة له، وجزء كبير من هذا المعنى يرجع لكونه اختارها، وبالقياس على ذلك فالفايسبوك يعني شيئا بالنسبة للفرد المستخدم، ويرجع جزء كبير من هذا المعنى لكونه تقاسم نوع معين من الروابط وشارك في نوع معين من الاختبارات ولعب ألعاب معينة وأيضا لأن أصدقائه (هؤلاء الذين اختارهم) هم أنفسهم اختاروا ما قاموا به وما تقاسموه وفقا لخياراتهم وهذا كله ما ساهم في تقديم مجموعة فريدة من المحتويات من قبل مستخدمين مختلفين، وبمعنى أوسع هذا يعني أنواع مختلفة من الأفراد وأنواع مختلفة من الجماعات وهذا ما يجرنا أيضا للحديث عن أنواع مختلفة من الأشياء وأنواع مختلفة من الطرق، أي أن اختلاف الاستخدام واختلاف الممارسات في الفايسبوك هما ما يحدد أثر اتصالات الفايسبوك على رأس المال الاجتماع، وبالتالي يحددا طبيعة العلاقة بين رأس المال الاجتماعي والفايسبوك، وأما عن غائية رأس المال الاجتماعي بعد سحبه للفضاء الافتراضي خاصة في ما يتعلق بمسألة اعتماد الفرد المستخدم للفايسبوك على علاقاته الافتراضية للحصول على عوائد ومصادر جديدة، فقد خلصت الدراسة إلى أن رأس المال الاجتماعي في السياق الافتراضي غالبا ما ينتهي إلى تحقيق ذات الفرد المستخدم ضمن ثلاثة مستويات هي تحقيق الثقة بالنفس وتحقيق احترام الذات وأيضا تقدير الذات.

Publié dans la revue: