واقع التعليم العالي في ظل إقتصاد المعرفة

Résumé: مما لا شك فيه أن للتعليم العالي دور أساسي في بناء رأس المال البشري وتنميته إذ إنه يمثل الركيزة الأساسية للتقدم والتطور في مختلف المجالات ولأن رأس المال البشري هو غاية التنمية ووسيلتها أصبح من الضروري أن يسعى التعليم العالي والجامعات إلى تزويده بالكفاءات والمهارات المناسبة حتى يقوم بدوره الكامل في إقتصاد المعرفة هذا الإقتصاد الذي تتزايد فيه الثروة نتيجة انتاج واستخدام وتوزيع المعرفة. فقد اعتمدت مؤسسة التعليم العالي في المجتمع الغربي مبدأ التكوين النوعي الراقي، كونها لم تبق متقوقعة في حرمها بعيدة عن متطلبات مجتمعها، إذ كان لها الفضل في ابتكار أرقى التكنولوجيات وتخريج أعلى الكفاءات في العالم،بتبنى سياسة رشيدة لاكتساب كل ما هو راقٍ تقنياً واستقطاب كل من كان سامٍ فكرياً وتبني كل من كان منتجاً ابتكارياً. فالتعليم العالي يحظى باهتمام متنام في مختلف دول العالم بوصفه الرصيد الاستراتيجي المنظور للتنمية الشاملة في المجتمع، وينظر لمؤسساته بوصفها الرافد الأساسي للموارد البشرية التي يحتاج إليها البلد للنهوض بأعباء التنمية في مجالات الحياة المختلفة. ذلك أن مستقبل مجتمعاتنا يتقرر في أروقة جامعاتنا وقاعاتها الدراسية ومخابرها ومعاملها، لأن مخرجات مؤسسات التعليم العالي توصف أنها مدخلات التنمية . تهدف هذه الدراسة إلى إبراز أهمية وحتمية مواكبة أداء مؤسسات التعليم العالي لإقتصاد المعرفة والتأكيد على ضرورة تحول الجامعة الجزائرية من الدور التقليدي في توفير المعرفة إلى الدور الإستراتيجي في انتاجها، بالإضافة إلى معرفة العوامل الإستراتيجية اللازمة لتحسين نوعية التعليم بالجامعات وضرورة انشاء نسق فعال لإنتاج المعرفة.

Publié dans la revue: المجلة الجزائرية للاقتصاد والمالية