دور التلفزيون في التنشئة النفسية والاجتماعية للطفل

Résumé: منذ أن ظهر التلفزيون كوسيلة من وسائل الاتصال الجماهيري، وضعت تنبؤات كثيرة حول احتمالات تأثيره على السلوك الإنساني، بما في ذلك سلوك الأطفال. وكانت أغلب تلك التنبؤات ذاتية واجتهادية مقطوعة الصلة عن التلفزيون كظاهرة اتصالية وعن الطفل كظاهرة نفسية اجتماعية، وعلى هذا كان بعضها مبالغ في التفاؤل والتشاؤم. وحين بدأت حركة البحث الاتصالي العلمي بالتبلور، أمكن الوصول إلى عدد من النتائج التي تعطي حقائق عن تأثيرات التلفزيون الذي اكتسح عالم الطفل وأصبح عامل جذب كبير لهذه الفئة، وذلك على حساب فضاءات التنشئة التقليدية وهو ما خلق ضغطا على الأولياء والمربين، وكأنها معركة غير متكافئة، خاصة في مجال القيم المرجو اصالها والمضامين الثقافية المتأصلة في هوية المجتمع. ان رعاية الطفل ليست نوعا من التفضل أو فعل الخير أو من قبيل الإحسان ولا عملا من أعمال التظاهر الاجتماعي وإنما هي وظيفة اجتماعية تبدأ بالإنجاب ثم الرعاية ثم التحويل إلى عضو عامل في المجتمع. وفي هذا الإطار تجمع النظريات النفسية والاجتماعية على الأهمية الحاسمة لمرحلة الطفولة باعتبارها الركيزة الأساسية للبناء النفسي في مراحل نموه المتعاقبة. وفي هذا الصدد يبدو دراسة الطفولة في الواقع العربي الإسلامي لم تأخذ حقها ولا مداها بالبحث دون تجاهل وجود دراسات مبعثرة هنا و هناك. ويتجلى هذا الإهمال غياب مؤسسات المتخصصة في دراسة الطفولة، وطبيعي أن يترتب على ذلك تعقد عملية التنشئة الاجتماعية في المجتمعات سالفة الذكر، واخص بالذكر الجزائر، حيث يتعرض الوسط الطفولي لغزو كثير من الثقافات والتيارات الفكرية والأنماط السلوكية المختلفة.

Publié dans la revue: المجلة الجزائرية للعلوم الإجتماعية والإنسانية