نحو اطار تعاوني في مجال السياسات الدفاعية بين دول ضفتي المتوسط الج ا زئر نموذجا

Résumé: تأثرت منطقة البحر المتوسط بإف ا ر ا زت نهاية الحرب الباردة، لاسيما فيما يخص الأمن، حيث ظهرت تهديدات أمنية جديدة تختلف في طبيعتها ومصادرها عن التي كانت سائدة إبان الحرب الباردة؛ عسكرية سياسية، إقتصادية، إجتماعية، ثقافية وبيئية، أملت على الدول المهتمة بتأمين البحر المتوسط ضرورة البحث عن ميكانيزمات جديدة تعالج بها هذه التهديدات، حيث لم يعد من الممكن معالجتها في إطار المفهوم التقليدي للأمن. وقد تمثلت هذه الميكانيزمات في مباد ا رت تعاون وحوار بين دول ضفتي المتوسط وأيضا بينها وبين الحلف الأطلسي أطلقتها هذه الدول كمنابر سياسية للتشاور وتبادل الرؤى بينها وأيضا للتعاون الميدانيبين القوات العسكرية لهذه الدول . والج ا زئر بدورها معنية بهذه التفاعلات، حيث بات ل ا زما عليها تطوير مقاربة أمنية في البحر المتوسط، إذ انضمت لمختلف الفاعليات والمباد ا رت الأمنية على غ ا رر الحوار المتوسطي لحلف شمال 5، وقد ساعدها في هذا تغير نظرتها إ ا زء البحر المتوسط والدول الفاعلة فيها + الأطلسي ومبادرة 5 وأيضا تغير نظرة هذه الدول للج ا زئر خاصة بعد خروجها من أزمتها الداخلية، إذ أصبحت هذه الدول ترى أن الأمن في البحر المتوسط لن يتحقق بإقصاء الج ا زئر، فالج ا زئر حسبها أصبحت دولة محورية بين دول الضفة الجنوبية للمتوسط ولذلك فقد أوكلت الدولة الج ا زئرية في دستورها واجب الحفاظ على أمن مواطنيها إلى الجيش الوطني الشعبي الذي اضطلع بهذه المسؤولية بكل مستوياتها وضرو ا رتها سواء تعلق الأمر ببناء القد ا رت الدفاعية للأمة في ظل تنامي التهديدات التقليدية وغير التقليدية التي تواجهها الد ولة في فضاء جغ ا رفي وجوار إقليمي شديد التوتر، وفضلا عن تعزيز فرص التعاون بين دول ضفتي المتوسط وأيضا بينها وبين الحلف الأطلسي في قطاعات الأمن والدفاع الوطني، مع الحاجة الملّحة إلى بناء "درع معرفي وطني" كدعامة أساسية لاستقلالية الأمّة في إطار صياغة النماذج والاست ا رتيجيات الأمنية.

Publié dans la revue: