بنية الخطاب المسرحي العربي المعاصر بين ثنائية التجـريب والإبـداع دراسة انتقائية لنصوص وعروض من المسرح العربي

Résumé: إن التجريب في المسرح العربي يختلف من حيث المنطلق عنه في المسرح الغربي،ذلك لأن المسرح العربي كان بحاجة إلى التأسيس لفعل المسرح الغير موجود في الثقافة العربية ومحاولة الترسيخ له،ومن ثمة تأصيل هذا الفن بما هو مسرح عربي أصيل وربط التجارب التأصيلية ، تنظيرية كانت أو إبداعية بالتجريب على مستوى الأشكال والمضامين، وبالعودة إلى التراث ومواكبة التيارات الحديثة والاتجاهات المعاصرة وما تحقق في المنجز المسرحي العالمي،.وإذا حاولنا تلخيص مسيرة المسرح العربي فيمكننا القول بأنه مر بمراحل عديدة سعت في مجملها إلى ترسيخ هذا الفن واستنباته في التربة العربية ،والتأسيس له والبحث عن مرتكزاته الفعلية التي يكتب له عبرها الاستمرار ،إلى جانب السعي الحثيث إلى تأصيله والبحث عن قالبه الخاص الذي يجعله مغايرا للمسرح الغربي بتجريب مختلف السبل لضمان ذلك..برزت تيارات فكرية وفنية حديثة ،أدخلت النتاج الفكري العربي في مفهوم الحداثة، ولا سيما المسرح.ث م أدخلت هذه التأثيرات والتطور، في المفهوم الحداثي على مكوّنات المسرح العربي عامة..وعلى الأفكار والقضايا التي تعبّر عن حاجات الناس وقضاياهم. وأدى ذلك إلى ازدهار المسرح.ومن ثمة فقد تنازع المسرح العربي هاجسان هاجس التأسيس والتأصيل والتأكيد على الهوية، وهاجس التجريب والتحديث مواكبة للمنجز المسرحي عالميا. إن الحديث عن ثنائية التأصيل والتجريب في المسرح العربي عموما يدعونا إلى القول بأن العمليتان لا تكادان تنفصلان عن بعضهما البعض لارتباطهما الوثيق بهذا الفن الجديد على الثقافة العربية والذي لم يعرف إلا في القرن التاسع عشر بعد الاحتكاك المباشر للعرب بالغرب .والمؤكد الذي لا يرقى إليه شك أن معظم التجارب المسرحية العربية استندت إلى ضرورة البحث عن إطار معرفي يؤطرها ويضعها في مسارها الحقيقي الذي ينأى بها قدر المستطاع عن الاستلاب والاغتراب والتغربن ..ويبحث لها عن ملامحها وتقاسيمها بشكل واضح ودقيق بما لا يدع مجالا لتماهيها مع غيرها، ولعل وعي المسرحيين العرب كان كبيرا بحيث تفطن هؤلاء إلى ضرورة إعطاء التجربة العربية وجهها الحقيقي المختلف عن الوجوه الأخرى للمسرح في العالم عبر تأصيلها ، بل إن أهم ميزة اختص بها الفعل المسرحي العربي، من بداياته إلى الآن، هو إصراره على الدخول زمن الكتابة والتنظير لتحويل معرفته بمعرفة الغرب إلى منظومة فكرية جديدة لها خصوصياتها المحلية، والانتقال من هذا التحويل إلى إجراء آخر هو الدفع بموقفه من الخاص إلى التكوّن تكوينا جديدا بأشكال مختلفة بتجريب ينطقه بخطاب التنظير، ويعطيه فعاليته بالدعوة إلى تأصيل المسرح العربي، أو البحث له عن قالب مسرحي خاص، أو ربط واقعه وأفقه بالوعي الجمعي، وإعادة قراءة التراث العربي والعالمي وفق شروط التجربة والواقع والوظيفة والبنية والبنيات في نص المؤلف، أو في نص العرض ولقد تجسد مطلب التنظير فعليا بجملة من الكتابات التي كانت في مجملها دعوات لتأصيل المسرح العربي

Publié dans la revue: