الزبون الفائق والشهاداتية في مجتمع التوصية: العلاقة أوّلا

Résumé: تمثّل المنصات الاجتماعية حاضنات للمحتوى التفاعلي، عقيدتها الانهماك وترف الاستغراق في الموضوع مع غلبة الطابع الفرجوي والسرديات التي تدقّق في التفاصيل، فهي حزمة من التفاعلات والأكثر تحكّما في التواصل البشري، معادلتها هي جذب أكبر عدد من الجمهور والإبقاء عليه أطول مدّة ممكنة متيحة ظهور قوى مجتمعية نافذة ومؤثّرة عبر الحوامل الجديدة من خلال السياقات أو الأنساق التي يتفاعل من خلالها المستخدمون. الزبون الفائق عنصر من القوى المجتمعية الجديدة الفاعلة، بمجتمع "النصح" أو "التوصية" الذي يعتبر مرجعية هامّة في رحلة الشراء أو التعامل مع المؤسّسات، وذلك من خلال النسيج العلائقي الذي يزحف على المنصّات ويطفح بالنقاشات العقلانية والعاطفية حول المنتوجات والخدمات والماركات، ويقدّم شهادات وتجارب ونصائح وتقييمات تعدّ الأكثر استقطابا وتصديقا لدى المستخدمين. وفي إطار ممارسة العلاقات العامّة التي تركّز على الحضور والسمعة أوّلا، لم يعد يجدي إنفراد المؤسّسة بالاتصال العمودي أو إطلاق معلومات ضمن البراديغم التقليدي، بل ضرورة إنشاء حوارات أكثر وبناء علاقات جيّدة مع الجمهور وقاعدة تفاعل، و تستهدف هذه الدراسة النظرية، إبراز دور المستخدم (زبون أو مستهلك فعلي أو مرتقب) في صناعة صورة المؤسّسة، ومقدار الوعي بأهميّة هذه التفاعلية الفائقة والشهاداتية المؤثّرة، والانخراط في العلاقات العامة الحديثة التي تسعى لاحتواء النقاشات على المنصّات الاجتماعية والهيمنة عليها اتصاليا.

Publié dans la revue: الحوار الثقافي