دور القيادة في تحقيق الرضا الوظيفي -دراسة ميدانية على مستوى بلدية بن

Résumé: عالج البحث واحدة من بين المواضيع المهمة في تخصص إدارة الموارد البشرية هو موضوع القيادة ودورها في تحقيق الرضا الوظيفي من خلال دراسة تطبيقية في بلدية بن سرور، فالنمط القيادي المتبع في البلدية الذي يتراوح بين النمط الديمقراطي والنمط الديكتاتوري والنمط التسيبي يؤثر على الرضا الوظيفي للعمال إيجابا أو سلبا وبالتالي انعكاس ذلك على ما يقدم من أداء الموظفين لذا تم صياغة مشكلة الدراسة في التساؤل الرئيسي التالي: كيف تأثر القيادة الإدارية على مستوى الرضا الوظيفي لدى العاملين في بلدية بن سرور؟ وكان هدف هذه الدراسة هو التعرف على النمط القيادي الذي له دور أكبر والأكثر ممارسة في البلدية موضع الدراسة ومعرفة مستوى الرضا الوظيفي للعاملين فيها والكشف عن طبيعية العلاقة بين النمط القيادي السائد والرضا الوظيفي في بلدية بن سرور، وللإجابة على إشكالية الدراسة تم استخدام المنهج الوصفي التحليل كما تم الاعتماد على بعض الأساليب الإحصائية من أجل تحليل بيانات الدراسة والإجابة على التساؤلات. وتضمنت هذه الدراسة ثلاثة فصول، حيث تناول الفصل الأول الإطار المفاهيمي حول القيادة الإدارية والرضا الوظيفي، أما الفصل الثاني فقد عالج فيه كيفية تأثير القيادة الإدارية على الرضا الوظيفي، في حين خصص الفصل الثالث للجانب الميداني للدراسة وكان ذلك على مستوى بلدية بن سرور.   من خلال ما سبق ذكره وتم التطرق إليه في الدراسة يمكن القول أنه أمام مختلف الظروف التي تعيشها معظم المنظمات في عالم سريع التغير فضلا عن تفجر معرفي كبير فنحن بحاجة إلى قيادة إدارية أكثر من أي وقت مضى تسعى إلى أن تأخذ بعين الاعتبار مختلف الظروف والعوامل لمواكبة هذه التطورات. فالقيادة الإدارية هي الوسيلة التي يمكن للقائد من خلالها تحقيق الأهداف والنتائج المتوقعة من خلال اعتماده لجملة من الأساليب تتناسب والظرف على الجماعة التي يرأسها وذلك بتوفير المناخ المناسب بحيث يجعلهم قادرين على تحقيق تلك الأهداف وتقييم فعالية القيادة الإدارية والتأكد على مدى نجاعتها وفعاليتها يعتمد على جملة من المعايير الموضوعية والذاتية من المعايير الذاتية المستعملة في التقييم نجد الرضا الوظيفي وفي هذه الدراسة تم معرفة الأثر بينهما في بلدية بن سرور بعد أن تم الاعتماد على جملة من الأدوات الإحصائية.  النتائج المتحصل عليها: بعد الدراسة المستفيضة لموضوع هذا البحث توصلنا إلى مجموع من النتائج هي: تسعى كل دراسة في نهايتها إلى تحقيق جملة من النتائج والتوصيات وهذا بعد أن تم دراسة الموضوع من جانبيه النظري والتطبيقي علما أن الإشكالية المطروحة هي: كيف تأثر القيادة الإدارية على الرضا الوظيفي للعاملين في بلدية بن سرور وحاولنا من خلال هذه الدراسة أولا معرفة الإطار النظري المتعلق بتغيرات الدراسة وبعد ذلك تم إسقاطه على الجانب التطبيقي فمن خلال الدراسة تم الوصول إلى جملة من النتائج التي يمكن من خلالها اختبار فرضيات الدراسة والتأكد على أهمية القيادة الإدارية في الوقت الحالي ودورها في الرضا الوظيفي للأفراد وهذا لشدة المنافسة بين المؤسسات والمنظمات وجب الاهتمام بهذا العنصر وفيما يلي يمكن توضيح أهم نتائج الدراسة. النتائج المتعلقة بالجانب النظري: - لما كان السلوك البشري يسعى إلى تحقيق أهداف حيوية متعددة للأفراد فإن القيادة الإدارية تعمل على بلورة تلك الأهداف حتى تكون واضحة ومحددة المعالم وذلك باستخدام وسائل مناسبة لتحقيقها لذلك تعتبر القيادة الإدارية ظاهرة اجتماعية توجه حياة الأفراد نحو تحقيق أهدافهم. - تعد القيادة الإدارية عنصرا حيويا في حياة المنظمات واستمرارها وازدهارها واعتبار القيادة ضرورة اجتماعية وإدارية تشكل مردودا كليا للعملية الإدارية إذ لا يمكن توقع أي عمل إداري بدونها. - تمثل القيادة الإدارية محور الإدارة في جميع مسؤوليتها لما تقوم به من حث الأفراد على تحقيق الأهداف المنوطة بالجماعة بكفاءة عالية وبأقل جهد ممكن مع توفير قدر كبير من الفاعلية من خلال ما يقوم به القائد من عملية التوجيه, التنسيق ووضع الأهداف والسياسات واتخاذ القرارات لذا فهي تمثل حجر الأساس في حياة المنظمات واستمرارها وفي ذلك تأكيدا لدور القائد ومكانته المؤثرة في التنظيم الإداري. - مرت القيادة الإدارية بسيرورة من النظريات التي فسرتها واختلفت وجهات نظرها وتم استخلاص أنه لا يمكن الاعتماد على نظرية واحدة وأنها صالحة لكل الظروف وإنما اختيارها يكون حسب الموقف الذي تكون فيه المؤسسة. - يتبع لقائد الإداري في تعامله مع المرؤوسين جملة من الأساليب التي يتم اختيارها وفقا لعدة عوامل والتي بصددها يمكن للقائد اختيار الأسلوب القيادي الفعال الذي يسمح بتحقيق الأهداف المسطرة فمن خلال النقاط السالفة الذكر يتضح أن للقيادة الإدارية أهمية كبيرة في المؤسسات وهذا ما يثبت صحة الفرضية الأولى. - يعد المورد البشري من أهم الموارد التي تتوفر عليها المنظمة فهو همزة الوصل بين مختلف الموارد الأخرى وهو الأساس في بقائها في ساحة الأعمال من خلال قدرته على التكيف ومواجهة مختلف الظروف حتى تضمن ذلك لابد من تحقيق الرضا الوظيفي له. - يعد الرضا الوظيفي من أهم العوامل ذات التأثير الإيجابي على بذل المزيد من الجهود باتجاه تحسين وتطوير أداء العاملين في المنظمات. - إن رضا الأفراد يعكس مدى إدراك الفرد للعمل وظروفه وما يعتقده الفرد فيما يجب أن يكون عليه وبيئته فهناك عوامل كثيرة تؤثر في تحقيق الرضا عن العمل وبالتالي يمكن القول أن الرضا الوظيفي خضع لرؤى فكرية عديدة بسبب التطورات في تلك العوامل. - هناك عدة طرق ومقاييس مختلفة لقياس الرضا الوظيفي وتحديد أسبابه حيث تختلف تلك المقاييس فيما توفره من دقة, ولقد سعى الباحثون لتطويرها لتصبح أكثر صدقا. - استحوذ موضوع الرضا الوظيفي اهتمام الكثير من الباحثين في المنظمات حيث معظم الاتجاهات والدراسات أثبتت عن وجود علاقة تأثير وتأثر لهذا المتغير وأن هناك عدة طرق لتحسين مستواه في المنظمة فمن خلال ما يكسبه الرضا الوظيفي من أهمية ومن خصائص فيمكن القول أن النقاط السالفة الذكر تثبت صحة الفرضية الثانية.  النتائج المتعلقة بالجانب التطبيقي: من خلال الدراسة التطبيقية تم التوصل إلى ما يلي: - أولا فيما يخص صدق الاستبيان تم التأكد من أن عبارات الاستبيان ملائمة هذا بعد حساب معامل ألفا كروم باخ لكل عبارة. - فيما يخص عينة الدراسة تم معرفة أنها ملائمة وممثلة للمجتمع وتسعى لتحقيق أهداف الدراسة من خلال دراسة البيانات الشخصية لأفراد العينة. - هناك علاقة ذات دلالة إحصائية بين الأسلوب القيادي الديمقراطي في بلدية بن سرور وبين الرضا الوظيفي وهذا عند مستوى معنوية 1% والذي يوضح ذلك هو معامل الارتباط الذي قدر بــ 0.687 والذي يؤكد على وجود علاقة طردية وموجبة بين الأسلوب القيادي الديمقراطي والرضا الوظيفي وهذا ما يثبت صحة الفرضية الثالثة. - هناك درجة تأثير بين الأسلوب القيادي الديمقراطي السائد في بلدية بن سرور وبين الرضا الوظيفي وهذا ما يثبت صحة الفرضية الرابعة.  الاقتراحات والتوصيات: بعد أن أصبحت الدراسة في نهايتها وبعد الدراسة التطبيقية والنظرية للموضوع تم إدراك أنه لابد من التأكيد على موضوع الدراسة بمتغيراته من خلال تدعيمه ببعض النصائح التي يمكن حصرها في النقاط التالية: - ضرورة تنمية مهارات القيادة في البلدية من خلال عقد دورات تدريبية تمكنها من إتباع أساليب إدارية وقيادية فعالة, خاصة فيما يخص القيادة الديمقراطية مع ضرورة ابتعادهم عن التعسفية والتسلطية في التسيير لما في ذلك مصلحة للأفراد والمنظمة. - ضرورة تبني طرق ومفاهيم إدارية حديثة تمكن البلديات من مواكبة التطورات التكنولوجية وتساعدها على تحقيق التميز مع ضمان الأداء العالي. - ضرورة الاهتمام بتحقيق الرضا الوظيفي للأفراد لماله من أهمية في تحقيق مستوى عالي للخدمات في المؤسسة. - ضرورة عدم تمسك القائد بأسلوب قيادي واحد والنظر إليه على أنه الأسلوب الناجح في كل الحالات بل يجب أن يتميز بالمرونة في تعاملاته مع مرؤوسيه واختياره للأسلوب القيادي وفقا للظرف المناسب. - أن يكون الرضا الوظيفي من بين الموضوعات الرئيسية التي تحظى باهتمام القائد. - ضرورة وضع نظام للحوافز والمكافآت المادية والمعنوية حيث ينعكس إيجابا على سلوك الأفراد. - ضرورة بناء الثقة بين القائد والمرؤوسين. - العمل على مشاركة القائد للمرؤوسين في اتخاذ القرارات. - ضرورة تبني القائد لنظام اتصال يسمح بتحقيق التفاعل المتبادل بينهما. - حث القيادات على دعم وتشجيع أسلوب العمل الجماعي في حل المشكلات من خلال نشر ثقافة الحوار الإيجابي في تبادل الأفكار وتقبل الآراء المختلفة. - العمل على التوفيق بين أهداف المؤسسة وأهداف العاملين عن طريق الاهتمام بالمورد البشري والوقوف على احتياجاته الوظيفية.

Publié dans la revue: