المخطوط والأنساق الثقافية ( نحو مقاربة سيميائية لصورة المخطوط)
Résumé: لم يكن ظهور الكتابة أمرا عاديا بقدر ما كان حدثا تاريخيا بارزا، جسد وعبر عن ميلاد وعي ثقافي جديد، فحاجة الأمة إلى تبادل العلوم ونقل ما ترسخ في ذاكرة المجتمع للأجيال اللاحقة لتتخذه عنوانا لهويتها، دفعها إلى تدوين كل ما يبدع وكل ما أبدع من ذي قبل، فبدأ التدوين والجمع إيذانا بتحول جذري تمثل في الانتقال من الثقافة الشفهية إلى الثقافة المكتوبة. والحقيقة التي لا مراء فيها هي أن الحاجة إلى نشر رسالة الإسلام وصون القرآن الكريم وحفظه شكلت البدايات الأولى للتدوين عند العرب، تلتها في ما بعد مرحلة تدوين باقي الفنون والعلوم الأخرى بما فيها حقل الآداب. بدأت الكتابة كما هو معلوم على وسائل مختلفة، حيث استخدمت جلود الحيوانات وألواح الحجارة الرقيقة(الرقاق) والعريض من جريد النخل(العسب) صحفا للكتابة(1)، وكل ذلك يعكس رغبة العرب قديما وحاجتهم الملحة للكتابة، وحاجتهم للتعبير والإبداع. غير أن معظم الباحثين يتفقون على أن الكتابة على الورق تعود إلى أوائل عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد، أي في القرن الثاني الهجري، وكان هذا الظهور نتيجة انفتاح العرب على الحضارات الأخرى(2)، فتأثروا بها وأثروا فيها. سمي الورق في البداية "كاغد"، وما زال يحتفظ بهذه التسمية في الدارجة المغربية مثلا مع دخول بعض التعديلات عليه، حيث صار يطلق عليه اسم "كاغط".
Mots-clès:
Publié dans la revue: الصورة والاتصال
Nos services universitaires et académiques
Thèses-Algérie vous propose ses divers services d’édition: mise en page, révision, correction, traduction, analyse du plagiat, ainsi que la réalisation des supports graphiques et de présentation (Slideshows).
Obtenez dès à présent et en toute facilité votre devis gratuit et une estimation de la durée de réalisation et bénéficiez d'une qualité de travail irréprochable et d'un temps de livraison imbattable!