تجليات المحكي لألف ليلة و ليلة في الرواية العربية المعاصرة : دراسة تحليلية للفواتح السردية

Résumé: لقد تمكنت الرواية العربية المعاصرة من استلهام ألف ليلة وليلة ،وأضحى تفاعلها مع هذا النموذج الأعظم من الأساليب الحديثة التي ارتضاها سرد اليوم في جنس الرواية، وهكذا أصبح سرد ليالي ألف ليلة وليلة أداة تعبيرية يشكلها المبدع كيف يشاء لتحتوي عصره بما يحمله من رؤى وتجارب ووقائع كما توصل من خلاله كتاب الرواية العربية إلى تجديد وتحديث الخطاب الروائي العربي وإدخال تقنيات متعددة،إذ تعددت طرائق التفاعل وأبعاد التوظيف. كانت رواية "ليالي ألف ليلة " للروائي لنجيب محفوظ أنموذجا لذلك، حيث انطلق الكاتب من الليالي الأصلية وأنتج نصا جديدا "ليالي ألف ليلة"، الذي انبنى على مشابهة النص في مادة حكيه. قام الكاتب بإعادة سرد الحكايات الرئيسة في ألف ليلة وليلة، وتخلص فيها من البناء الرخو الذي يميز الليالي الأصلية، وقدم بنية متماسكة وقوية من خلال طريقة الحذف التي اعتمدها، باعتبارها إستراتيجية أساسية في بناء الرواية، وتوظيفها النص التراثي. أما الروائي " واسيني الأعرج" في روايته "فاجعة الليلة السابعة بعد الألف ، رمل الماية "، فقد استدعى الكاتب أجزاء"ألف ليلة وليلة" الحكائية ليصور الواقع المرير الذي عاشته الأمة ولا تزال تعيش مرارته اليوم، وأصبح نص الليالي المثبت في الرواية إطارا فنيا ومضمونا معرفيا وإيديولوجيا،تعمق المبدع من خلاله وخلق نصا جديدا يوهم القارئ بأجواء تلك الحكايات القديمة، ثم يشده إلى أجواء المعاناة والقمع في الواقع. استطاع الروائي من خلاله نقل الظواهر الناتجة عن فساد الحكم، بل ونقل ظاهرة السكوت القاهر التي عملت أرجاء الأمة. كما تمكنت الكاتبة "مي تلمساني " من خلال عملها الروائي "دنيازاد" من استلهام هذا النص التراثي والأسطورة القديمة "ألف ليلة وليلة"، حيث استحضرت الكاتبة شخصية "دنيازاد" من قصر الليالي" لتكون عنوانا لروايتها، والشخصية البطلة التي يقوم عليها عملها الروائي، والمحرك الأساسي لأحداثه، فكلا العملين له علاقة بالأسر والحداد الذي يتوشح رداء الموت، فشهرزاد ألف ليلة وليلة وقفت على حافة الموت إما أن تحكي وإما أن تموت، وبطلة "دنيازاد" إما أن تحكي وإما أن تظل أسيرة الجرح الجسدي والنفسي بعد عملية الإجهاض.

Publié dans la revue: