بلاغة الفعل الإنجازي في لامية العرب للشنفرى

Résumé: يعتمد تلقي النص الشعري القديم والحكم عليه بمعيار فني على لغة النص ودلالتها الموحية، وهذا كفيل بإظهار قدر النص وإبراز الطاقات المتعددة والمستويات المختلفة في التعامل معه. فهناك نماذج من الشعر تشكل في الأساس صورة حية تجسد عملية التلقي في النص القديم، وقد اهتـم " ايزر " بالعلاقة بين النص الأدبي والقارئ وذلك من منظور تداولي استحضر فيه معطيات فلسفة اللغة واللسانيات التداولية، فالنص ـ بالنسبة إليه ـ عبارة عن تشكل تخيلي لعناصر منتقاة من الواقع يتم تغييرها عن طريق الاختزال والتحويل، مما يجعلها تنفصل عن سياقها الأصلي لتدخل في علاقات جديدة يسهم القارئ في رسمها وتنظيمها وتأويلها في نهاية المطاف. كما قامت نظرية الفعل عند " اوستين " على فرضية أساس مفادها أن كنه الكلام لا يكمن في تبادل المعلومات فقط، بل هو أيضا تحقيق فعلي للحدث، تحقيق تحكمه القواعد وتوجهه الأهداف، فأن تتلفظ يعني أنك تفعل، وعليه فتلفظنا موجه لأجل غايات وأهداف محددة، كأن نخبر أو نسأل أو نقرر أو نأمر... وبهذا يفترض الموقف التداولي أن التلفظ هو الفعل، أو هو نوع من الفعل. وعلى ضوء مما سبق اخترت نصا من الشعر العربي القديم محاولة إبراز مدى قابليته للدراسة النقدية ضمن النظريات المعاصرة.

Publié dans la revue: الباحث