إصلاح الدولة في تونس ومهددات المشروع السياسي والاقتصادي الجديدة

Résumé: تحاول هذه الورقة رسم صورة عن جملة الصعوبات التي تواجه انتقال تونس من الاستبداد إلى الديمقراطية، وترصد أهم تجليات الصراع السياسي القائم حول مشروع بناء الدولة الجديدة، في مقابل تفاقم المشاكل الاقتصادية والتي تزداد تراجعا في الرد على الحاجات الأساسية للمجتمع، ولا تكاد تتوقف في الدفع إلى رفع سقف المطالب وتزداد معها الضغوط الاجتماعية التي تظهر بجلاء من خلال زيادة حجم وحدّة الاحتجاجات التي يعرفها الشارع التونسي باستمرار، ففي الوقت الذي تبدو فيه زوايا النظر الحزبية لحل المأزق السياسي والاقتصادي لفترة ما بعد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي ممركزة في إصلاح المؤسسات السياسي، وعلى مدى توافق الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني حول طبيعة الحكومة، تبقى مشاكل الشارع التونسي متأرجحة بين تبعات الفشل الاقتصادي وغياب التوافق السياسي لإيجاد الحلول لصعوبات الحياة اليومية كالشغل والسكن والرعاية الصحية، وفي خضم كل ذلك، يزداد هامش المناورة عند النخب السياسية ضيقا بسبب تداعيات وباء كوفيد-19 على الاقتصاد التونسي، إضافة إلى آثار الانفلات الأمني في دولة ليبيا نتيجة التدخل الأجنبي وانتشار الجماعات الإرهابية. This paper attempts to draw a picture about the various difficulties that Tunisia’s transition from tyranny to democracy is facing, it monitors the most important manifestations of the existing political struggle over the new state building project, as well as the partisan viewpoints of manners to reform the political institutions and their cohabitation, it seems so difficult due to the duality of the ideological struggle between the conservative and reformist parties forming the Tunisian political elite over the new state conception; even though they seem their best to overflow the ideological differences, the political maneuver seems to be weak for the deterioration of social conditions as a consequence to the decline of the Tunisian economy, based on tourism being affected by terrorism in the region and by the Covid-19 pandemic.

Publié dans la revue: الساورة للدراسات الانسانية والاجتماعية