الرضا الوظيفي لمعلم المرحلة الابتدائية وأثره على التحصيل الدراسي للتلاميذ.

Résumé: إن تحسين مستوى العملية التعليمية يتطلب النظر في جميع العناصر المكونة لها وفي الظروف الراهنة لمعرفة وضبط مختلف جوانب القوة والضعف فيها ومحاولة تصحيحها، ويعد موضوع الرضا الوظيفي Hحد العناصر الهامة التي استقطبت اهتمام الباحثون في ميدان التربية والتعليم باعتباره حالة وجدانية معقدة تختلف من شخص لأخر تبعا لعوامل تتعلق بالفرد ذاته والبيئة المحيطة به سواء التنظيمية والمحيط المدرسي ثقافية، اجتماعية، اقتصادية أو غيرها. ويعد المعلم المؤشر العام للجو السائد في المحيط مما له دور في العملية التعليمية فهو مسير للتعليم وقائد للأنشطة التربوية التي يشرف عليها فالمعلم عامل_ شانه كشأن إخوانه في البشرية _يهمه أمر مستقبله كما يهمه أمر حاضره وهو طموح كغيره من الناس في المهن الأخرى، يطمح من خلال مهنته إلى إشباع رغباته واثبات شخصيته واعتلاء مكانة اجتماعية خاصة أن المهنة التي اختارها (مهنة التعليم) تعد من أنبل المهن، مارسها أشرف خلق الله (الأنبياء والرسل). وعلى هذا، كان من الضروري أن يحظى بالعناية التي يستحقها نظرا لمهنته الخطيرة في أعداد النشء وتكوينه ليصبح مواطناً صالحاً تربويا وثقافيا واجتماعيا وأخلاقيا ودينيا، ولهذا نلاحظ أن المجتمعات التي وضعت المعلم في مكانة لائقة به، حققت من خلال أدواره الفعالة التي يلعبها في مجتمعه تقدما في جميع جوانب الحياة، في حين نجد المجتمعات التي أهملت هذا العنصر الهام تعيش التخلف في جميع نواحي الحياة (الثقافية، الاقتصادية، الاجتماعية، السياسية.....). وعليه فطبيعة العمل داخل المدرسة ونوع العلاقات والتفاعلات السائدة ذات صلة كبيرة بنجاح أو فشل سير العملية التعليمية والتربوية. فالمعلم غير راضي عن الجو الذي يشتغل فيه قد يؤدي به إلى التخلي غير المباشر عن مسؤولياته، وقد ينتج عن ذلك عدم الأداء الجيد للعمل المدرسي والذي تنعكس أثاره فيما بعد على تحصيل التلاميذ، ونظرا لأهمية الرضا عن العمل في تحقيق التوافق النفسي والمهني للمعلم فإننا نتعرض في بحثنا هذا لمشكلة قد تكون لها علاقة بالرضا عن العمل ألا وهو التحصيل الدراسي للتلاميذ في المرحلة الابتدائية، وعليه نخلص إلى السؤال التالي: هل هناك علاقة بين التحصيل الدراسي لتلاميذ المرحلة الابتدائية برضا المعلم عن عمله؟

Publié dans la revue: المجلة الجزائرية التربية والصحة النفسية