التغيب عن العمل لدى عمال بلدية سيدي مخلوف(دراسة ميدانية لعمال بلدية سيدي مخلوف مصلحة التنظيم والشؤون العامة)

Résumé: ملخص المذكرة يعد العمل كل وسيلة تساعد الفرد في الحصول على دخل يحافظ على حياة كريمة له ولعائلته؛ لذلك يعتبر العمل ذو أهمية كبيرة في حياة اإلنسان، والتي تتعزز النمو االقتصادي وتساهم في بناء المجتمع، وتمكن الفرد من بناء شخصيته المستقلة، والتي تعتمد على مجهوده الذاتي، كما يسعى العمل عموما إلى تحقيق مجموعة من األهداف التي توفر األرباح، وتدعم االستثمارات واألبحاث التي تطور من قطاع األعمال بشكل كبير، وأيضا على أصحاب األعمال لضمان حقوق الموظفين والعمال لديهم، والحرص في حصولهم عليها كاملة، وللعمل مجاالت متنوعة ضمن التجارة، والزراعة، والصناعة والتي تقدم وظائف عديدة لألفراد. إن العمل مرآة المجتمعات فهو يعكس مستواها االجتماعي والثقافي ، إال أن العمل قد يتأثر إذا ما تم فيه االخالل بنظام سيره وذلك يتم غالبا حين يقوم الموظفون بالتغيب عن عملهم وتعطل مهامهم وتأخر إنجازها، حيث أن التغيب عن العمل سواء كان الموظف متعمدا أو كان التغيب أحد طباعه، يعد من أهم المؤثرات على األداء العام للموظف كما أن الغيابات المفرطة قد تؤدي إلى انخفاض اإلنتاجية ويمكن أن يكون لها تأثير كبير على الوضع المالي للشركة والروح المعنوية العامة للموظفين. ومن هنا تبلورت فكرة الموضوع وتم طرح اإلشكال التالي: - ما مدى انعكاس التغيب عن العمل في أداء الموظف؟. ولإللمام أكثر بجوانب اإلشكالية نطرح األسئلة الفرعية التالية: - هل تغيب الموظف عن العمل بسبب وظيفته التي يشغلها؟. - هل يؤثر التغيب عن العمل على عالقة الموظف واإلدارة؟. وسعيا منا لإلجابة عن هذه التساؤالت اتخذنا من الفرضيات التالية منطلقا لدراستنا:  أحيانا تكون الوظيفة التي يشغلها الموظف سببا في تغيبه عن العمل.  ينعكس التغيب عن العمل على مردودية الموظف في أداء مهامه وتأثر عالقته مع المسؤول واإلدارة.  تؤدي الدوافع الشخصية بالموظف للتغيب عن العمل. وقد سعينا من خالل هذه الدراسة إلى تحقيق جملة من األهداف يمكن تلخيصها فيما يلي: - التعرف على انعكاسات التغيب عن العمل على أداء الموظفين في مختلف القطاعات. - اقتراح طرق من شأنها معالجة أو الحد من ظاهرة التغيب المتكرر عن العمل. - معرفة األسباب الرئيسية التي تؤ دي للتغيب عن العمل. - إعطاء تصور واضح لمفهوم التغيب عن العمل ومدى تأثيره على الفرد والمؤسسة. هذا وتبرز أهمية الموضوع من خالل النقاط التالية: تساعد في تقديم معلومات علمية عن مدى انعكاس التغيب على مردودية الموظف في أداء مهامه وبالتالي يمكن االستفادة من نتائج الدراسة وما حققته من نجاح. - المساهمة في االهتمام بالجانب البشري في اإلدارات العمومية. - تقديم احصاءات وبيانات علمية حول الدراسة. - إلقاء الضوء عن أهم األسباب التي تدفع الموظف للتغيب عن العمل والوقو ف عليها و إدراج سبل معالجتها. و قد جاءت هذه الدراسة للكشف عن مدى انعكاس التغيب عن العمل في أداء الموظف، وبناء على المنهج الوصفي المعتمد في هذه الدراسة حيث شمل البحث على جانبين أساسيين نظري وآخر تطبيقي، كما تم تقسيم كل جانب إلى فصول، حيث يحتوي الجانب النظري على فصلين:  الفصل األول: تضمن "اإلطار العام إلشكالية الدراسة" وتحديد أهميتها وأهدافها ودوافع اختيار الموضوع، إضافة إلى المصطلحات األساسية لمتغيرات الدراسة وأخيرا صياغة فروضها.  الفصل الثاني: ضم "التغيب عن العمل" والذي تم التطرق فيه إلى رؤية في مفهوم وتعريف التغيب، ثم ذكر الفرق بين الغياب والتغيب، أنواع التغيب، أسباب التغيب، آثار التغيب عن العمل، وطرق التعامل مع الغياب المتكرر وختمنا الفصل بخالصة. وهناك الجانب التطبيقي الذي يحتوي على الفصلين الرابع والخامس:  الفصل الثالث: تضمن "االجراءات المنهجية للدراسة الميدانية" من خالل ذكر مجاالت الدراسة )المكاني، الزماني، البشري( وكذا المنهج الذي تم اعتماده وهو المنهج الوصفي التحليلي وعينة الدراسة وأدواتها، وكذا األساليب اإلحصائية المعتمد عليها للتحقق من فرضيات الدراسة.  الفصل الرابع: تضمن "عرض ومناقشة النتائج" التي تم التوصل إليها من خالل الدراسة الحالية في ضوء ما تم التوصل إليه من دراسات سابقة، وما تم التطرق إليه نظريا. ثم اختتمت الدراسة بخاتمة عامة تضمنت بعض التوصيات واالقتراحات. ومن خالل هذه الدراسة بجانبيها النظري والميداني تمكنا من القيام باختبار الفرضيات على النحو اآلتي: من خالل الفرضية التي أدرجناها سابقا والمتمثلة في أنه أحيانا ما تكون الوظيفة التي يشغلها الموظف سببا في تغيبه عن العمل وذلك راجع ألسباب تدفعهم للتغيب حيث أن الموظفين يقرون أن مهنتهم مثيرة للتوتر كما أن روتين العمل المتكرر وشعورهم بالملل أثناء أداء مهامهم يدفعهم للتغيب وبالنظر إلى توقيت العمل ذو الدوام الكمال يجعل الموظفين يتأخرون عن العمل أو يتغيبون، باإلضافة إلى أن توتر العالقة بين المسؤول والموظف تؤثر سلبا على أداء الموظف وتدفعه للتغيب المتكرر إال أن توفر المؤسسة على الوسائل المشجعة للعمل تشجع الموظفين وتحفزهم على أداء عملهم بشكل جيد كما أنها تؤثر على مردو ديتهم وتدفعهم لتجنب الغياب، في حين أن العالقة بين زمالء العمل لها أثر كبير على إقبال الموظفين للعمل في حال كانت عالقتهم جيدة بالعكس من ذلك أنها تدفعهم للتغيب إذا ما كانت العالقة بينهم متوترة أو سيئة. من خالل الفرضية التي أدرجناها سابقا والمتمثلة في أن التغيب عن العمل ينعكس على مردودية الموظف في أداء مهامه وتتأثر عالقته مع المسؤول واإلدارة تبين لنا أن اإلدارة سببا في غيبا الموظفين عن العمل كما أن عدم ترقية وتهميش الموظفين داخل العمل دفعهم للتغيب عن أداء مهامهم، إضافة إلى أن ضغط مسؤول المصلحة على الموظف بكثرة المهام تجعله يتغيب عن عمله ألن كثرة المهام ترهق كاهل الموظف وتشعره بالسوء واالنتقاص من مكانته، وبالنظر ألضرار الغياب المتكرر على أثرها السلبي على الموظف ودراية الموظفين بذلك إال أنهم مستمرين بالتغيب رغم ما يتلقونه من استفسار وانذار وخصم من الراتب، بينما ورغم ذلك تسعى المصلحة إلى تحقيق بيئة مالئمة للموظفين لتفادي الغياب وفي حال تغيب الموظفين تتخذ اإلدارة االجراءات الالزمة ضدهم ويتعرض المتغيب للخصم. من خالل الفرضية التي أدرجناها سابقا والمتمثلة في أن الدوافع الشخصية تؤدي بالموظف وتدفعه للتغيب عن العمل وذلك نتيجة ترتب بعض الدوافع والمتمثلة في عدم رضى الموظفين على أجرهم مقارنة بالجهد الذي يبذلونه وهو ما يؤدي بهم للغياب إضافة إلى أن األجر الذي يتقاضونه ال يغطي احتياجاتهم وغير كافي إلنهاء الشهر، كذلك لوسائل النقل يد في غياب بعض الموظفين ذلك أن هناك بعض الموظفين الذين يقطنون خار ج تراب البلدية في حين أن لبعد مقر إقامة الموظفين عن مقر البلدية بعيد عن مساكنهم لمدة قد تفوق 30 دقيقة من المشي يوميا وهو ما أرهقهم جسديا ونفسيا وكان سببا في غيابهم إضافة إلى الموظفين الذين يسكنون بالقرب من مقر البلدية، وبالنظر إلى السهر الكثير فنجده سببا ر ئيسيا في غياب الموظفين ذلك أن الموظف ال يتمكن من االستيقاظ باكرا لمزاولة مهامه وكذا كثرة التغيب لدى الموظفين المتزوجين مقارنة بالعزاب، كما أن لكثرة االلتزامات العائلية التي تجبر الموظف على التغيب خاصة النساء الذي نسبتهم كانت كبيرة مقارنة بالرجال من خالل الفرضية التي أدرجناها سابقا والمتمثلة في أن الدوافع الشخصية تؤدي بالموظف وتدفعه للتغيب عن العمل وذلك نتيجة ترتب بعض الدوافع والمتمثلة في عدم رضى الموظفين على أجرهم مقارنة بالجهد الذي يبذلونه وهو ما يؤدي بهم للغياب إضافة إلى أن األجر الذي يتقاضونه ال يغطي احتياجاتهم وغير كافي إلنهاء الشهر، كذلك لوسائل النقل يد في غياب بعض الموظفين ذلك أن هناك بعض الموظفين الذين يقطنون خار ج تراب البلدية في حين أن لبعد مقر إقامة الموظفين عن مقر البلدية بعيد عن مساكنهم لمدة قد تفوق 30 دقيقة من المشي يوميا وهو ما أرهقهم جسديا ونفسيا وكان سببا في غيابهم إضافة إلى الموظفين الذين يسكنون بالقرب من مقر البلدية، وبالنظر إلى السهر الكثير فنجده سببا ر ئيسيا في غياب الموظفين ذلك أن الموظف ال يتمكن من االستيقاظ باكرا لمزاولة مهامه وكذا كثرة التغيب لدى الموظفين المتزوجين مقارنة بالعزاب، كما أن لكثرة االلتزامات العائلية التي تجبر الموظف على التغيب خاصة النساء الذي نسبتهم كانت كبيرة مقارنة بالرجال. وبناء عليه فإن الدراسة خلصت إلى النتائج التالية واقتصرنا على ما يلي ذكره: - يوجد عدة أسباب مؤدية إلى تغيب الموظف عن مكان عمله حيث تتراوح مسببات الغياب بين الظروف الشخصية و الظروف العملية. - يعتبر التغيب عن العمل من السلوكيات والتصرفات التي يقوم بها الموظف كردود فعل؛ ألنه يعاني من خلل داخل وظيفته يجعله يبتعد عنها وال يرغب بالقيام بمسؤولياته وواجباته تجاهها، بحيث يجد في هذا السلوك الراحة الجسدية والذهنية ويجد ما يلبي احتياجاته النفسية أكثر من العمل المهني خاصته. - إن الدوافع الشخصية سببا رئيسيا في غياب الموظفين وذلك باعتبار أن االلتزامات العائلية جزء مهم في حياته وتجبره على التغيب أو شعور الموظف بالتعب نتيجة التنقل يوميا لمزاولة عمله، كما أن السهر الكثير يؤدي بالموظف لالستيقاظ متأخر وجعله يتغيب. - اتخاذ االجراءات الالزمة في حال غياب الموظف وتكرار الغياب تعرضه للخصم وهو يؤثر ذلك عليه ويشعره بعدم الرضى عن أجره وكذا عدم تغطية الراتب الحتياجاته عند التغيب مقارنة بالجهد الذي يبذله. - عند توفر الوسائل المحفزة للموظف والتي تعينه على أداء مهامه ينعكس ذلك على مردوديته في العمل وتحفزه على العمل أكثر وذلك بسعي اإلدارة لتحقيق ذلك.

Publié dans la revue: