آليات تفعيل دور الموارد البشرية لتحقيق التنمية المستدامة

Résumé: يعد الاهتمام بالموارد البشرية ضرورة و حتمية في أية عملية تنموية تنطلق منها المجتمعات، كما يمكن التأكيد على العلاقة السببية بين تنمية الموارد البشرية و التطور متعدد الجوانب كمرحلة أولى، وفي مرحلة موالية تحقيق التنمية المستدامة. هذه الأخيرة، التي تمثل مسارا تتفاعل فيه مختلف الجهود الاقتصادية، الاجتماعية والبيئيــــــة. نسجل اهتماما متزايدا في العشريات الأخيرة، و الذي يركز على أهمية الدور الذي يلعبه المورد البشري على مستوى الاقتصاد الجزئي أو الكلي، و ما زالت البحوث مستمرة في هذا المجال... من أجل تحديد المتطلبات الملائمة التي يمكن من خلالها بعث قطار التنمية. من بين هذه المتطلبات يمكن ذكر: المستوى المعيشي اللائق، إمكانية الحصول على الخدمات الصحية و التعليم للجميع. كما لا يمكن إغفال الاستراتيجيات التي تهدف إلى الحد من البطالة و الفقر...و تلك التي تهدف إلى الحفاظ و حماية البيئة. من خلال دراستنا هذه، فقد حاولنا رفع النقاب على الاهتمامات، الجهود المبذولة والإمكانيات المرصودة من قبل البلدان المغاربية الثلاث (الجزائر، تونس و المغرب)، من أجل الانطلاق الفعلي فيما يسمى بالتنمية المستدامة. و لقد تم التوصل إلى مجموعة من النتائج، ربما أهمها: على الرغم من النية الحسنة و الجهود المبذولة فيما يتعلق بوضع استراتيجيات و سياسات بهدف الحد من الفقر و البطالة في الدول الثلاث، بيد أن النتائج المرجوة لم تحقق في مجملها؛ بالنسبة لتوفير الخدمات الصحية و المقاعد التعليمية للسكان، فإن الجزائر وتونس قد حققتا نتائج أفضل من تلك المحققة من طرف المغرب. يمكن لهذه الدول الثلاث أن ترتقي بهذه المؤشرات السوسيو-اقتصادية و ذلك من خلال التركيز على: تحقيق الإنصاف و فعالية الخدمات الصحية الموزعة؛ تحقيق نوع من التناغم بين مخرجات المنظومة التربوية و مخرجات التعليم العالي مع سوق العمل؛ تحسين القدرة الشرائية، و من ثم تحسين المستوى المعيشي للمواطنين.

Publié dans la revue: